موقع الإعــــــلام التربــــوي

أنت غير مسجل لدينا يجب عليك التسجيل حتى يمكنك الاستفادة الكاملة من مواضيع المنتدى

ملاحظة : يجب عليك التسجيل ببريدك الالكتروني الصحيح حتى يتم تفعيل حسابك, يتم إرسال رسالة التفعيل إلى بريدك الالكتروني ولا يمكن الاستفادة من التسجيل بدون تفعيل عضويتك وسيتم حذف العضوية الغير مفعلة



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

موقع الإعــــــلام التربــــوي

أنت غير مسجل لدينا يجب عليك التسجيل حتى يمكنك الاستفادة الكاملة من مواضيع المنتدى

ملاحظة : يجب عليك التسجيل ببريدك الالكتروني الصحيح حتى يتم تفعيل حسابك, يتم إرسال رسالة التفعيل إلى بريدك الالكتروني ولا يمكن الاستفادة من التسجيل بدون تفعيل عضويتك وسيتم حذف العضوية الغير مفعلة

موقع الإعــــــلام التربــــوي

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

موقع الاعــــــلام الــتربــوى أول موقع عربى فى الشرق الاوسط متخصص فى مجال الاعلام المدرسى ولطلاب وخريجى قسم الاعلام التربوى ولمشرفى الاذاعة والصحافة والمسرح المدرسى من هنا تبدأ خطواتك الاولى نحو التفوق

 أهلا ومرحبا بكم فى موقع الآعلام التربوى أول موقع عربى فى الشرق الاوسط متخصص لطلاب وخريجى قسم الاعلام التربوى ولمشرفى الاذاعة والصحافة والمسرح المدرسى من هنا تبدأ خطواتك الاولى نحو التفوق نتمنى  من الله عز وجل ان تستفيدوا معنا كما نتمنى منكم التواصل والمشاركة معنا
تنــــــوية هام

 فى حالة رغبة الزوار بالتسجيل فى المنتدى الضغط على زر التسجيل ثم ملئ الحقول الفارغة والضغط على زر انا موافق ستصل رسالة اليك على الاميل الخاص بك أضغط على الرابط لتفعيل تسجيلك وفى حالة عدم وصول رسالة التفعيل ستقوم الادارة خلال 24 ساعة بتفعيل أشتراك الاعضاء

ملاحظة : يجب عليك التسجيل ببريدك الالكتروني الصحيح حتى يتم تفعيل حسابك, يتم إرسال رسالة التفعيل إلى بريدك الالكتروني ولا يمكن الاستفادة من التسجيل بدون تفعيل عضويتك ....
نظرا لوجود التعديلات والصيانة المستمرة للمنتدى يرجى من أعضاء المنتدى وضع مقترحاتهم ووجهة نظرهم لما يرونة أفضل وذلك فى منتدى الشكاوى والمقترحات ....... فشاركونا بوجهة نظركم لرقى المنتدى

الآن ..... يمكن لزوار موقعنا وضع تعليقاتهم ومواضيع بدون اشتراك أو تسجيل  وذلك فى منتدى الزوار .... كما يمكن للجميع ابداء أراؤكم بكل حرية وبدون قيود فى حدود الاداب العامة واحترام الاديان فى منتدى شارك برأيك وفى حدوث تجاوز من احد الآعضاء أو الزوار ستحذف المشاركة من قبل ادارة الموقع

 التعليقات المنشورة من قبل الاعضاء وزوار الموقع تعبر عن اراء ناشريها ولا تعبر عن رأي الموقع 
الاخوة  الكرام زوار وأعضاء موقع الاعلام التربوى المنتدى منتداكم انشئ لخدمتكم فساهموا معنا للنهوض به

إدارة المنتدى تتقدم بالشكر للاعضاء المتميزين  وهم  (المهندس - الباشا - شيماء الجوهرى - الاستاذ - محمد على - أسماء السيد - الصحفى - كاريكاتير - المصور الصحفى - العربى - الرايق - القلم الحر  - ايكون - ابو وردة - انجى عاطف - الروسى - rewan - ام ندى -  esraa_toto - بسمة وهبة - salwa - فاطمة صلاح - السيد خميس - ليلى - أبوالعلا البشرى )  على مساهماتهم واهتماماتهم بالمنتدى


2 مشترك

    علم البلاغة

    هاجر عميرة
    هاجر عميرة
    عضو جديد
    عضو جديد


    تاريخ الميلاد : 26/10/1980
    النوع : انثى

    العمر : 43
    عدد المساهمات : 14

    العقرب الموقع : لسة مفيش

    حصرى علم البلاغة

    مُساهمة من طرف هاجر عميرة الثلاثاء أغسطس 03, 2010 2:31 pm


    علم البلاغة 97388126


    علم البلاغة

    نشأة علم البلاغة وتطوره :
    في العصرين الجاهلي والإسلامي :
    بلغ العرب في الجاهلية مرتبة رفيعة من البلاغة والبيان ، وقد صور الذكر الحكيم ذلك في غير موضع منه من مثل : ( الرحمن علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان ) ( وإن يقولو تسمع لقولهم ) ( ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ) كما صور شدة حاجتهم وقوتهم في الحجاج والجدل بمثل : ( فإذا ذهب الخوف سرقوكم بألسنة حداد ) ( ماضربوه لك إلا جدالا بل هم قوم خصمون ) . ومن أكبر الدلالة على ما حذقوه من حسن البيان أن كانت معجزة الرسول الكريم وحجته القاطعة لهم أن دعا أقصاهم وأدناهم إلى معارضة القرآن في بلاغته البالغة . وهي دعوة تدل في وضوح على ما أتوه من اللسن والفصاحة والقدرة على حوك الكلام ، كما تدل على بصرهم بتمييز أقدار الألفاظ والمعاني وتبين ما يجري فيها من جودة الإفهام وبلاغة التعبير . ويروى أن الوليد بن المغيرة أحد خصوم الرسول الألداء إستمع إليه وهو يتلو بعض آيات القرآن ، فقال : (( والله لقد سمعت من محمد كلاماً ، ما هو من كلام الإنس ولا من كلام الجن ، وإن له لحلاوة ، وإن عليه لطراوة ، وإن أعلاه لمثمر ، وإن أسفله لمغدق )) .
    وفي لام الوليد ما يظهرنا على أنهم كانوا يعربون عن إعجابهم ببلاغة القول في تصاوير بيانية ، ويعرض علينا الجاحظ في بعض فصوله بكتابه (( البيان والتبيين )) كيف كانوا يصفون كلامهم في شعرهم وكلامهم وخطابتهم ببرود العصب الموشاة والحلل والديباج والوشي وأشباه ذلك . وكثيراً ما وصفوا خطباءهم بأنهم مصاقع لسن ، كما وصفوهم باللوذعية والرمي بالكلام العضب القاطع ، وفي أمثالهم جرح اللسان كجرح اليد . يروى أن الرسول الكريم استمع إلى بعض خطبائهم ، فقال : إن من البيان لسحراً .
    ونفس أدبهم الذي خلفوه يحمل في تضاعيفه ما يصور فصاحة منطقهم وكيف كانوا يتأتون للكلام ، حتى يبلغوا منهم كل ما كانوا يريدون من إستمالة القلوب والأسماع ، وأحس بذلك الجاحظ من قديم فقال : (( لم نرهم يستعملون مثل تدبيرهم في طوال القصائد وفي صنعة طوال الخطب .. وكانوا إذا احتاجوا إلى الرأي في معاظم التدبير ومهمات الأمور ميثوا ( ذللوا ) الكلما في صدورهم وقيدوه على أنفسهم ، فإذا قومه الشقاف وأدخل الكير وقام على الخلاص أبرزوه محككاً منقحاً ومصفى من الأدناس مهذباً )) . فبلغائهم من الخطباء والشعراء لم يكونوا يقبلون كل ما يرد على خواطرهم ، بل ما يزالون يلقحون ويجودون حتى يظفروا بأعمال جيدة ، وهي أعمال كانوا يجيلون فيها الفكرة ، ويعادون النظر ، متكلفين شاقاً في التماس المعنى المصيب تارة والتماس اللفظي المتخير تارة أخرى ، يقودهم في ذلك بصر محكم يميزون به المعاني والألفاظ بعضها من بعض ، بحيث يصونون كلامهم عما قد يفسده أو يهجنه . وقد وقف الجاحظ في بيانه ماراً ينوه بما كانوا يرسلونه في خطابهم وكلامهم من أسجاع محكمة الرصف ، وكرر القول في أن من شعرائهم (( من كان يدع القصيدة تمكث عنده حولاً كريتاً ( كاملاً ) وزمناً طويلاً يردد فيها نظره ، ويجيل فيها عقله ويقلب فيها رأيه ، إتهاماً بعقله ، وتتبعاً على نفسه ، فيجعل عقله زماماً على رأيه ، ورأيه عياراً على شعره .. وكانوا يسمونه تلك القصائد الحوليات والمقلدات والمنقحات والمحكمات ، ليصير قائلها فحلاً خنذيذاً وشاعراً مفلقاً )) .
    وقد لقبوا شعرائهم ألقاباً تدل على مدى إحسانهم في رأيهم مثل المهلهل والمرقش والمثقب والمنخل والمتنخل والأفوه والنابغة ، وكأن ما كان هناك ذوق عام دفع الشعراء ومن ورائهم من الخطباء إلى تحبير كلامهم وتجويده . ومما لا شك فيه أن أسواقهم الكبيرة هي التي أملت على تشأة هذا الذوق ، وخاصة سوق عكاظ بجوار مكة ، إذ كان الخطباء والشعراء يتبارون فيها ، وكل يريد أن يحوز قصب السبق لدى سامعيه دون أقرانه . ويظهر أنه كان لقريش في ذلك الحكم الذي لا يرد ، ففي الأغاني (( أن العرب كانت تعرض أشعارها على قريش ، فما قبلوه منها كان مقبولاً وما ردوه منها كان مردوداً فقدم عليهم علقمة بن عبدة التميمي ، فأنشهم قصيدته : ( هل ما علمت وما استودعت مكتوم ) فقالوا : هذا سمط الدهر ، ثم عاد إليهم العام القادم ، فأنشدهم قصيدته : ( طحابك قلب في الحسان طروب ) فقال : هاتان سمطاً الدهر )) . ويبدو أن من الشعراء النابهين من كان يقوم في هذه السوق مقام القاضي الذي لا تدفع حكومته ، ففي أخبار النابغة الذبياني أن الشعراء الناشئين كانوا يتكلمون فيها إليه فمن نوه به طارت شهرته في الآفاق وكان في أثناء ذلك يبدي بعض الملاحظات على معاني الشعراء وأساليبهم ، ويقال إنه فضل الأعشى على حسان بن ثابت ، وفضل الخنساء على بنات جنسها . وثار حسان عليه ، وقال له : أنا والله أشعر منك ومنها ، فقال له النابغة حث تقول ماذا ؟ قال : حيث أقول :

    لنا الجفات الغر يلمعن بالضحى وأسيافنا يقطرن من نجدة دما
    ولدنا بني العنفاء وإبني محرق فأكرم بنا خالاً وأكرم بنا إبنما


    موقع الآعلام التربوى
    ei4eg.yoo7.com
    علم البلاغة 66001229



    هاجر عميرة
    هاجر عميرة
    عضو جديد
    عضو جديد


    تاريخ الميلاد : 26/10/1980
    النوع : انثى

    العمر : 43
    عدد المساهمات : 14

    العقرب الموقع : لسة مفيش

    حصرى رد: علم البلاغة

    مُساهمة من طرف هاجر عميرة الثلاثاء أغسطس 03, 2010 2:33 pm



    فقال له النابغة : (( إن لشاعر لولا أنك قللت عدد جفانك وفخرت بمن ولدت ولم تفجر بمن ولدك . وفي رواية أخرى : فقال له : إنك قلت الجناء فقللت العدد ولو قلت الجفان لكان أكثر ، وقلت : يلمعن في الضحى ، ولو قلت يبرقن بالدجى لكان أبلغ ي المديح لأن الضيف بالليل أكثر طروقاً ، وقلت : يقطرن من نجدة دما ، فدللت على قلة القتل ، ولو قلت يجرين لكان أكثر، لانصباب الدم ، وفخرت بمن ولدت ولم تفخر بمن ولدك . فقام حسان منكسراً منقطعاً )) .
    وفي تعليقات النابغة وملاحظاته ما يدل على أن شعراء الجاهلية كان يراجع بعضهم بعضاً وأنهم كانوا يبدون في ثنايا مراجعاتهم بعض الآراء في المعاني والألفاظ . ويروي عن طرفة بن العبد أنه لاحظ على المتلس أو المسيب بن علس أنه وصف في بعض شعره البعبير بوصف خاص بالناقة ، فقال ساخراً به : إستنوق الجمل . وينبغي أن نقف قليلاً عند مدرسة زهير بن أبي سلمى وهي مدرسة كانت تجمع إلى الشعر روايته ، وهي تبدأ بأوس بن حجر التميمي الذي تلقن عنه الشعر زهير المزنى ، ولقنه بدوره لابنه كعب للحطيئة ، ولقنه الحطيئة هدبة بن الخشرم العذرى ولقنه هدبة جميل بن معمر ، وعنه تلقنه كثير . وهي مدرسة لم تكن تمضي في نظم الشعر عفو الخاطر ، بل كانت تتأنى فيما تنظم منه ، وتنظر فيه وتعيد النظر مهذبة منقحة ، وقد وصف الأصمعي قطبيها زهير والحطيئة : (( زهير بن أبي سلمى والحطيئة وأشباههما عبيد الشعر )) وكذلك كل من جود في جميع شعره ووقف عند كل بيت قاله وأعاد فيه النظر حتى يخرج أبيات القصيدة كلها مستوية في الجودة . وهي جودة كانت تقوم على التصفية والترويق ، فالشاعر من أمثال زهير والحطيئة حين ينظم قصيدة يظل يتأمل في أعطافها، فيحذف أ يزيد بيتا ، ويصلح عباة هنا أو هناك ، ويصفي الأبيات من شوائبها ، ويخلص القوافي من أدرانها تخليصا تاما . وفي الأغاني : (( كان الحطيئة راوية زهير وآل زهير ، ويروى أنه أتى كعبا فقال له : قد علمت روايتي لكم أهل البيت وانقطاعي إليكم ، وقد ذهب الفحول غيري وغيرك ، فلو قلت شعرا تذكر فيك نفسك ، وتضعني موضعا بعدك - وقال أبو عبيدة : تبدأ بنفسك فيه ثم تثنى بي - فإن الناس لأشعاركم أروى وإليها أسرع ، فقال كعب :

    فمن للقوافي شانها من يحوكها إذا ما ثوى كعب وفوز جرول
    كفيتك لا تلقى من الناس واحدا تنخل منها مثلما نتنخل
    نثقفها حتى تلين متونها فيقصر عنها كل ما يتمثل

    وهو يزعم أنه هو والحطيئة يتفوقان على كل من عداهما في تقويم أشعارهما وأخذها بكل ما يمكن من تنقيح وتعديل ، حتى تغدو أساليبها مستوية متناسقة أشد ما يكون الاستواء والتناسق . زهما يجيعا من مدرسة زهير ، تلك المدرسة التي كان أصحابها - كما أسلفنا - رواة ، والتي كان يتخرج بعضهم فيها ن بعض ، فالتلميذ يلزم استاذا له ، يأخذه برواية شعره ومعرة طريقه ، وما يزال به حتى تتفتح مواهبه ويسيل الشعر على لسانه ، وحينئذ يورد عليه بعض ملاحظاته على ما ينظم ، وقد يصلح له بعض نظمه .
    وإنما أطلنا في تصوير ما قدمناه عن العصر الجاهلي ندل على أن الشعراء حينئذ كانوا يقفون عند اختيار الألفاظ والمعاني والصور ، وكانوا يسوقون أحيانا ملاحظات لا ريب في أنها أصل الملاحظات البيانية في بلاغتنا العربية ، ومن يتصفح أشعارهم يجدها تزخر بالتشبيهات والاستعارات ، وتتناثر فيها من حين إلى حين ألوان من المقابلات والجناسات ، مما يدل دلالة واضحة على أنهم كانوا يعنون عناية واسعة بإحسان الكلام والتفنن في معارضة البليغة .
    وأخذت تنمو هذه العناية بعد ظهور الإسلام ، بفضل ما نهج القرآن ورسوله الكري من طرق الفصاحة والبلاغة ،أما القرآن فكانت آياته تلى في آناء الليل وأطراف النهار ، وأما الرسول فكان حديثه يذيع على كل لسان ، وكنت خطبه ملء الصور والقلوب ، وفيه يقول الجاحظ إنه (( لم ينطق إلا عن ميراث حكمة ، ولم يتكلم إلا بكلام قد حف بالعصمة .. وهو الكلام الذي ألقى الله ليه المحبة ، وغشاه بالقلوب ، وجمع له بين المهابة والحلاوة ، وبين حسن الإفهام وقلة عدد الكلام ، مع استغنائه عن إعادته ، وقلة حاجة السامع إلى معاودته .. ثم لم يسمع الناس بكلام قط أعم نفعا ولا أقصد لفظا ولا عدلا وزنا ولا أجمل مذهبا ولا أكرمم مطلبا ولا أحسن موقعا ولا أسهل مخرجا ولا أفصح معنى ولا أبين في فحوى من كلامه صلى الله عليه وسلم )) . وفي أخبار الرسول ما يدل على أنه كان يعنى أشد العناية بتخير لفظه ، فقد أثر عن أنه كان يقول : (( لا يقولن أحدكم خبثت نفس ، ولكن ليقل : لقست نفسي )) كراهية أن يضيف المسلم الخبث إلى نفسه . وكان أبو بكر وعمر وعثمان وعلي خطباء مفوهين ، وكانوا يستضيئون في خطابتهم بخطابة الرسول الكريم وآيات الذكر الحكيم . وربما كان مما يدل على شيوع دقة الحس حينئذ ما يروى عن أبي بكر من أنه عرض لرجل معه ثوب ، فقال له : أتبيع الثوب ؟ فأجابه : لا ، عافاك الله . وتأذى أبوبكر مما يوهمه ظاهر اللفظ ، إذ قد يظن أن النفي مسلط على الدعاء ، فقال له : (( لقد علمتم لو كنتم تعلمون ، قل : لا وعافاك الله )) . ويضرب الرواة مثلا لبلاغة عمر أنه كان يستطيع أن يخرج الضاد من أي شدقيه شاء ، وكان لا يبارى فصاحة وبلاغة .
    وإذ تحولنا إلى عصر بني أمية وجدنا الخطابة بجميع ألوانها من سياسة وحفلية ووعظية تزدهر إزدهارا عظيما ، وفي كل لون من هذه الألوان يشتهر غير خطيب ، أما في السياسة فيشتهر من ولاة بني أمية زياد والحجاج ، وفي زياد يقول الشعبي : (( ما سمعت متكلما على منبر قط تكلم فأحسن إلا أحببت أن يسكت خوفا من أن يسيء إلا زيادا فإنه كلما أكثر كان أجود كلاما )) وفي الحجاج يقول مالك بن دينار : (( ربما سمع الحجاج يخطب ، يذكر ما صنع به أهل العراق وما صنع بهم ، فيقع في نفسي أنهم يضنونه وأنه صادق ، لبيانه وحسن تخلصه بالحجج )) . ومن خطباء الشيعة زيد ين الحسين بن علي وكان لسنا جدلا يجذب الناس بحلاوة لسانه وسهولة منطقه وعذوبته . ومن خطباء المحافل سحبان وائل وقد خطب بين يدي معاوية بخطبة باهرة سمت من حسنها باسم الشوهاء ، ومثله صحار العبدي الذي راع معاويه في خطابته ، فسأله : ما تعدون البلاغة فيكم ؟ قال : الإيجاز ، فقال له معاويه : وما الإيجاز ؟ قال صحار : أن يجيب فلا تبطئ وتقول فلا تخطئ . أما الخطباء الوعظ فقد بلغوا الغاية من روعة البيان وفي مقدمتهم غيلان الدمشقي والحسن البصري وواصل بن عطاء ، ويقول الجاحظ إن أدباء العصر العباسي كانوا يتحفظون كلام الحسن وغيلان ، حتى يبلغوا ما يريدون من المهارة البيانية ، ويشيد ببلاغة واصل مدللا عليها باسقاطه الراء من كلامه للثغته فيها ، مع ما انتظم له من الطلاوة والجزالة . ونرى الجاحظ في غير موضع من بيانه يسوق ملاحظات الناس على الخطباء ، كم يسوق ملاحظات الخطباء أنفسهم ، وخاصة أصحاب الوعظ منهم ، إذ كان تلاميذهم يتحلقون حولهم ، وكانوا يدربونهم على إحسان الأداء وقرع الأدلة بالأدلة الناصعة ، ومن ظريف ما ساقه من ملاحظات الناس مارواه الرواة عن عمران بن حطان إذ قال : (( إن أول خطبتها عن زياد - أو عند ابن زياد - فأعجب بها الناس ، وشهدها عمى وأبى ، ثم إني مرت ببعض المجالس ، فسمعت رجلا يقول لبعضهم: هذا الفتى أخطب العرب لو كان في خطبته شيء من القرآن )) . ومما ساقه من كلام الوعاظ . قول شبيب بن شيبه : (( الناس موكلون بتفضيل جودة الإبتلاء وبمدح صاحبه وأنا موكل بتفضيل صاحب القطع وبمدح صاحبه ، وحظ جودة القافية ، وإن كانت كلمة واحدة ، أرفع من حظ سائر البيت )) . ويسوق الجاحظ حوارا ظريفا بين أبي الأسود الدؤلي وغلام كان يتقرع في كلامه ، وقد تلومه أبو الأسود تلوا عنيفا لاستخدمه ألفاظا مفرطة بالغرابة .
    و الحق أن الملاحظات البيانية كثرت في هذا العصر ، وهي كثرة عملت فيها بواعث كثيرة ، فقد تحضر العرب واستقروا في المدن والأمصار ، ورقيت حياتهم العقلية ، وأخذوا يتجادلون في جميع شؤونهم السياسية والعقائدية ، فكان هناك الخوارج والشيعة والزبيريون والأموريون ، وكان هناك المرجئة والجبرية والقدرية والمعتزلة ، ونما العقل العربي نموا واسعا ، فكان طبيعيا أن ينمو النظر في بلاغة الكلام وأن تكثر الملاحظات المتصلة بحسن البيان ، لا في مجال الخطابة والخطباء بحسب ، بل أيضا في مجال الشعر والشعراء ، بل لعل المجال الثاني كان أكثر نشاطا تعلق الشعراء بالمديح وتنافسهم فيه ، وقد فتح لهم الخلفاء والولاة والقواد والأجواد أبوابهم ، فوفدوا من كل فج ، وكانوا يجعلون جوائز كل منهم بقدر شعره وبراعته فيه ، فاشتد التنافس بينهم ، هيأ من بعض الوجوه لاندلاع الهجاء بين فريق منهم . والمهم أنه هيأ لكي يتخير كل منهم معانيه وألفاظه بحيث تصغى لها القلب والأسماع ، وتساق إليه الوائز الضخمة . وأخذ الشعراء - بحكم استقرارهم في المدن - يلقى بعضهم بعضا في المساجد والاندية والأسواق وعلى أبواب من يمحونهم وفي حضرتهم ، فكثرت المحاورات - بينهم من جهة وبينهم وبين سامعيهم من جهة ثانية - في براعاتهم وفي بعض معانيهم وأساليبهم .
    وقمتم في هذا العصر سوق المربد في البصرة وسوق الكناسة في الكوفة مقام سوق عكاظ في الجاهلية ، بل لقد تحولا إلى مايشبه مسرحين كبيرين ، يغدو عليهم شعراء البلدين ومن يفد عليهما من البادية ، لينشدوا الناس خير ما صاغوه من أشعار . واتطاع جرير والفرزدق أن يتطورا في شسوق المربد بفن الهجاء ، القديم ، فإذا هو يصبح مناظرة واسعة في حقائق عشيرتي الشاعرين وحقائق قيس وتميم ، ويحاكيهما كثير من الشعراء ، ويتجمع لهم الناس يصفقون كلما مر بهم بيت ناقذ الطعنة ويهتفون ويصيحون . ومن يقرأأخبار جرير الذي كان يهاجيه - فيما يقال - ثلاثة وأربعون شاعرا يجد أن الدافع إلى اشتباكه مع بعض الشعراء يعود إلى تقبيحهم لبعض قوله وإلى تقبيحه لبعض أقوالهم وبيان أنها تخرج على قاعد التعبير الجيد ، ونسوق لذلك مثالا واحدا هو دافع تهاجيه مع عمر بن لجأ التيمي ، فقد جمعه جرير ينشد في أرجوزة له يصف إبله :

    قد وردت قبل إني ضحائها وتفرس الحيات في خرشائها
    جر العجوز الثني من ردائها


    ================================
    موقع الآعلام التربوى
    ei4eg.yoo7.com
    علم البلاغة 66001229


    هاجر عميرة
    هاجر عميرة
    عضو جديد
    عضو جديد


    تاريخ الميلاد : 26/10/1980
    النوع : انثى

    العمر : 43
    عدد المساهمات : 14

    العقرب الموقع : لسة مفيش

    حصرى رد: علم البلاغة

    مُساهمة من طرف هاجر عميرة الثلاثاء أغسطس 03, 2010 2:35 pm




    فتعرض له يقول : كان أولى بك أن تقول (( جر العروس )) لا جر العجوز التي تتساقط خورا وضعفا ، واستشاط عمر غضبا ، فجهاه ، واحتدم بينهما الهجاء . ومدار ملاحظة جرير على انتخاب الكلمة الملائمة للسياق ، وكان كثيرا ما يتعرض بعض السامعين للشعراء وهم ينشدون ، فيبدون بعض ملاحظاتهم البيانية والتعبيرية ، من ذلك ما يقالمن أن ذا الرمة كن ينشد بسوق الكناسة في الكوفة إحدى قصائده ، فلما انتهى منها إلى قوله :
    إذا غير النأي المحبين لم يكد رسيسُ الهوى من حب مية يبرح
    صاح به ابن شبرمة : أراه قد برح ، وكأنه لم يعجبه التعبير بقوله : (( لم يكد )) . فكف ذو الرمة ناقته بزمامها وجعل يتأخر بها ويفكر ، ثم عاد فأشد :
    إذا غير النأي المحبين لم أجد رسيسَ الهوى من حب مية يبرح
    وفي الأغاني أن ضء ن اللجلاج تعرض للأخطل يزرى على بعض معانيه في الميح والهجاء ، من ذلك دحه لعكرمة بن ربعي أحد سادة بني ربيعة وبحورهم الفياضة في الجود والكرم ، إذ قال فيه من قصية طويلة :
    قد كنت أحسبه قينا وأخبره فاليوم طير عن أثوابه الشرر
    فقد ظنه قينا ، وهو سيد نابه ، وكأنما خانه التعبير أو خانته الصورة الخيالية .وفي الأغاني أيضا أنه (( اجتمع النصيب والكميت وذو الرمة ، فأنشدهما الكميت قصيدته : ( هل أنت عن طلب الأيفاع منقلب ) حتى إذا بلغ منها إلى قوله :
    أم هل ظعائن بالعلياء نافع وإن تكامل فيها الأنس والشنب
    عقد نصيب واحدة ، فقال له الكميت : ماذا تحصى ؟ قال : خطأك ، باعدت في القول ما الأنس من الشنب ؟ ! ألا قلت كما ال ذو الرمة :
    لمياء في شفتيها حوة لعس وفي اللثات وفي أسنانها شنب
    ... فانكس الكميت )) . وواضح أن نصيبا يطلب إلى الكميت أن يقرن كلماته إلى لفقها ويصلها بمشكلاته ، وهو ما سمى عند البلاغيين فيها بعد باسم مراعاة النظير . ولعل من الطريف أن نجد فكرة وحدة السياق تند على ألسنتهم ، فقد ذكر الرواة أن عمر بن لجأ قال لبعض الشعراء : أنا أشعر منك ، قال : وبما ذاك ؟ قال : لأني أقول البيت وأخاه وأنت تقول البيت وابن عمه ، وأيضا فإنهم ذكروا أن شخصا قال لرؤبة بن العجاج : رأيت اليوم ابنك عقبة ينشد شعرا له أعجبني ، فقال رؤبة : نعم إنه يقول ، ولكن ليس لشعره قران ، يريد أن أ بياته تتوالى متباعدة ، كأنما لا يضمها سياق . ويسوق صاب الأغاني كثيرا من الملاحظات التي كان يتبادلها شعراء الغزل بالححجاز على معانيهم ، كما يسوق طرفا من ملاحظات ابن أبي عتيق والسيدة سكينة بنت الحسين على أشعارم . وكان بعد الخلفاء بدمشق وخاصة عبدالملك بن مروان يعلقون على بعض ما سمعونه بملاحظات طريفة ، من ذلك أن ابن قيس الرقيات أنشد عبدالملك قصيدته البائية فيه (( فلما انتهى إلى قوله :
    يأتلق التاج فوق مفرقه على جبين كأنه الذهب
    غضب عبدالملك وقال له : قد قلت في مصعب بن الزبير :
    إنما مصعب شهاب من اللـ ـه تجلت عن وجهه الظلماء
    فأعطيته المدح بكشف الغمم وجلاء الظلم ، وأعطيتني من المدح مالا فخر فيه ، وهو اعتدال التاج فوق جبيني الذيهو كالذهب في النضارة )) وهي ملاحظة دقيقة ، ولا نرتاب في أنها هي التي ألهمت قدامة في كتاب ه نقد الشعر فكرة أن المديح ينبغي أن يكون بالفضائل النقدية لا بأوصاف الجسم وما يتصل بها من الحسن و البهاء والزينة . ولعل في كل ما قدمنا ما يدل على أن الملاحظات البيانية في العصور القديمة جاهلية وإسلامية لم تغب عن أذهان البلاغيين حين أصلوا قواعد البلاغة ، وهي بحق تعد الأصول الأولى لقواعدهم .

    ================================
    موقع الآعلام التربوى
    ei4eg.yoo7.com
    علم البلاغة 66001229

    هاجر عميرة
    هاجر عميرة
    عضو جديد
    عضو جديد


    تاريخ الميلاد : 26/10/1980
    النوع : انثى

    العمر : 43
    عدد المساهمات : 14

    العقرب الموقع : لسة مفيش

    حصرى رد: علم البلاغة

    مُساهمة من طرف هاجر عميرة الثلاثاء أغسطس 03, 2010 2:37 pm



    لغويون مختلفون :
    كان اللغويون في العصر العباسي الأول يشاركون في الملاحظات البلاغية في ثنايا تعليقاتهم على نصوص الشعر وآيات الذكر الحكيم . وتأثرهم في هذا الاتجاه كثيرون ممن خلفوهم ، ولعل أهمهم ابن قتيبة المتوفى سنة 276 للهجرة والمبرد المتوفى سنة 285 للهجرة وثعلب المتوفى سنة 293 للهجرة . أما ابن قتيبة فإنه نثر جملة ملاحظاته في كتابه (( تأويل مشكل القرآن )) وقد صنفه للرد على الملاحدةوأشباههم الذين يطعنون على القرآن الكريم ، فيقولون إنه به تناقضا وفسادا في النظم و اضطرابا في الإعراب ، وهو طعن مرد إلى جهلهم بأساليب العربية ، ومن ثم ألف كتابه ليحق الحق ويبطل الباطل ، عارضا فيه بعض آيات الذكر الكريم مستشهدا لها بنصوص الشعر ، ليقي الدليل على ما يقول ويسقط دعوى الطاعنين و يمحوها . وكأنه يستمد في ذلك من عمل الجاحظ في الحيوان إزاء بعض الآيات القرآنية ورده على طاعن الملاحدة ، بتوجيه معناها السديد وبيان دلالاتها من خلال المجاز والاستعارة على طريقة العرب في التعبير والاستعمال ، فهو يتفق معه في الاتجاه ، وإن كان يختلف معه في التطبيق ، إذ كان ابن قتيبة سنيا محافظا ، وكان الجاحظ معتزلا ، وكراهية ابن قتبة للمعزلة مشهورة .
    وهو إنما تأثر الجاحظ في ظاهر عمله من الرد على الملاحدة ، أما بعد ذلك فإنه تأثر في باطن عمله وصوغ أفكاره أبوعبيدة في مصنفه (( مجاز القرآن )) إذ مضى يعرض سور من الآيات القرآنية المشكلة متأثرا إلى أبعد حد بما ساغه من صيغها ووجوه تعبيرها ، مما سماه أبوعبيدة المجاز ، وكأنما يتحدث بلسانه ومضمون آرائه حين يصور مباحث مصنفة وجهل الملاحدة بمعرفة أسرار العربية قائلا :
    (( وللعرب المجازات في الكلام ومعناها طرق القول ومآخذه ، ففيها الاستعارة والتمثيل والقلب والتقديم والتأخير والحذف والتكرار والإخفاء والإظهار والتعريض والإفصاح والكناية والإيضاح ومخاطبة الواحد مخاطبة الجميع ، والجميع خطاب الواحد ، والواحد والجميع خطاب الإثنين ، والقصد بلفظ الخصوص لمعنى العموم وبفظ العموم لمعنى الخصوص ، وقد مضى يعرض صورا منه ذاكرا أنها مبثوثة في الكتب السماوية ، وعرض لصور قرآنية مما يدخل في المجاز المرسل والاستعارة ، وتحدث عن المقلوب وهو أن يوصف الشيء بضد صفته كتسميتهم اللديغ سليما والفلاة مفازة . وخرج من ذلك إلى التقديم والتأخير في مثل الآية الكريمة : ( فضحكت فبشرناها بإسحق ) أي بشرناها بإسحق فضحكت . وتحدث عن الحذف والاختصار في مثل : ( وإسأل القرية التي كنا فيها ) أي سل أهلها ، وعن تكرار الكلام و الزيادة فيه ، كتكرار القصص في القرآن ، وعنالتعريض والكناية وقسمها أقساما ، وعن مخلفة ظاهر اللفظ المعناه في مثل ( ومكروا ومكر الله ) وقد سمى البلاغيون ذلك بام المشاكله . ويقول : ومنه أن يأتي الكلام على مذهب الاستفهام وهو تقرير أو تعجب أو توبيخ أو يأتي على لفظ الأمر وهو تهديد تأديب أو إباحة . ومنه عام يراد به خاص وجمع يراد به واحد وواحد يراد به جمع وأن يوصف الجمع بصفة الواحد ، و يوصف الواحد بصفة الجمع ، وأن يعود الضمير على شيئين وهو لأحدهما ، أو على واحد من اثنين وهو هما جميعا . ويفيض في تفسير بعض آيات الذكر الجكيم مصورا وجوها من المجاز والبيان . ويعقد فصلا للألفاظ المتعددة المعاني مبيناأن المعاني ترجع في كل لحظة إلى معنى أصلي واحد ، كما يعقد فصلا آخر لحروف المعاني مثل كيف وما تخرج إليه ، ويعرض لتبادل الحروف في العبارات فمن مثلا تأتي بدلا من عن . وبذلك ينتهي الكتاب .
    من الحق أن ابن قتيبة لم يضف جديدا ذا بال بالقياس إلى أبي عبيدة إلا ماعرف به من دقة التبويب ، وإلا بعض إشارات وبعض تفاصيل هنا وهناك ، كأن يتوسع في الحديث عن الكناية أو يعرض للمبالعة . وقد مضى في مقدمة كتابه (( الشعر والشعراء )) يسوي بين اللفظ والمعنى في البلاغة ، وكأنه يرد أن يرد على الجاحظ مذهبه في تقديم اللفظ على المعنى من حيث بلاغة الكلام ، فقد جعل للمعنى مزيته هو الآخر في البلاغة ، وقسم الكلام على هذا الأساس إلى ما حسن لفظه معناه وما حسن معناه دون لفظه وما ساء وقبح في لفظه ومعناه جميعا ، وإن كان لم يقف عند القسم الأخير ، لأنه لا يدخل فعلا في الكلام البليغ .
    ونجد للمبرد معاصرة ملاحظات بيانية تخلل كتابه (( الكامل )) من حين إلى حين ، وهو فيه يعرض نماذج أدبية شعرية ونثرية كثيرة ، متبعاً لها بالشرح اللغوي ، ومشيراً أحياناً إلى ما في الكلام من استعارة أو التفات أو إيجاز أو إطناب أو تقديم أو تأخير ، ويذكر أحياناً كلمة المجاز ولكن بالمعنى اللغوي ،وقد وقف عند الكناية وجعلها على ثلاثة أوجه ، فهي إما لتعمية والتغطية ، وإما للرغبة عن اللفظ الحسيس المفحش إلى ما يدل على معناهم من غيره ، وإما للتفخيم والتعظيم . وفصل الحديث في التشبيه تفصيلاً لعله لم يسبق إليه ، ساق فيه أمثلة كثيرة ، قد وزعه على أربعة أنواع : تشبيه مفرط ، وتشبيه مصيب ، وتشبيه مقارب ، وتشبيه بعيد ، وربما كان أهم ما خلفه البلاغيين من بعده ملاحظته تنوع أضرب الخبر والمعنى واحد ، ذلك أن الكندي الفيلسوف قال له يوماً : إني أجد في كلام العرب حشواً : يقولون : عبدالله قائم ، وإن عبدالله قائم ، وإن عبدالله لقائم ، والمعنى واحد . فأجابه قائلاً بل المعاني مختلفة ، فعبدالله قائم إجبار عن قيامه ، وإن عبدالله قائم جواب عن سؤال سائل ، وإن عبدالله لقائم جواب عن إنكار منكر . وقد فتح البلاغيون لهذه الإجابة فصلاً في علم المعاني سموه (( أضرب الخبر)) وسموا الخبر الأول في سؤال الكندي وإجابة المبرد ابتدائيا ، والثاني طلبيا ، والثالث انكاريا .
    وصنف ثعلب كتيبا صغيرا أسماه (( قواعد الشعر )) وعنده أنها أربعة : أمر ونهي وخبر واستخبار ، وبعد أن مثل لها تحدث عما تجري فيه من المديح والهجاء والرثاء والاعتذار والتشبيب والتبيه واقتصاص الأخبار . وأخذ يعرض لبعض وجوه البلاغة ، فتحدث عن البالغة وسماها (( الإفراط في الإغراق )) كما تحدث عن الكناية وسماها (( لطافة المعنى )) وأيضا فإنه تحدث عن الاستعارة ، وعن حسن الخروج من النسيب ووصف الإبل ألى المديح . وعرض لجزالة الألفاظ وجمال النظم ، ولفرائد من الأبيات أعطاها أسماء مختلفة . ولم يرتض - فما يظهر - تسمية الأصمعي للمطابقة أو الطباق فسماه (( مجاورة الأضداد )) وأيضاً لم يرتض تسميته للجناس فسماه المطابق ، وإقتدى به قدامة في هذه التسمية . والحق أنه لا يضيف بكتيبه إلى البحث البلاغي شيئاُ يمكن الوقوف عنده ، إنما هي نظرات طائرة وإن شفعت بالتعريفات والتحديات ، وهي نظرات تخلو من كل تحليل .

    ================================
    موقع الآعلام التربوى
    ei4eg.yoo7.com
    علم البلاغة 66001229



    هاجر عميرة
    هاجر عميرة
    عضو جديد
    عضو جديد


    تاريخ الميلاد : 26/10/1980
    النوع : انثى

    العمر : 43
    عدد المساهمات : 14

    العقرب الموقع : لسة مفيش

    حصرى رد: علم البلاغة

    مُساهمة من طرف هاجر عميرة الثلاثاء أغسطس 03, 2010 2:39 pm




    تعريف المسلمون والفرنجة للبلاغة :
    المشهور في كتب البلاغة العربية أن البلاغة لغة تنبئ عن الوصول والانتهاء ، يقال : بلغ فلان مراده إذا وصل إليه ، وبلغ الركب المدينة إذا انتهى إليها ، واصطلاحا : تكون وصفا للكلام والمتكلم ، فبلاغة الكلام مطابقة لمقتضى الحال ، والحال هو الأمر الدعي للمتكلم إلى أن يميز كلامه بميزة هي مقتضى الحال فإنكار المخاطب لمعنى حال يقضى أن تؤكد له الجملة فتقول : إن محمداً ناجح ، وذلك التأكيد هو مقتضى الحال . وبلاغة المتكلم ملكة يقتدر بها على تأليف كلام بليغ في أي معنى قصد ، والبلاغة هذه تستلزم أمرين :
    الأول : الاحتراز الخطأ في تأدية المعنى المقصود خوفا من أن يؤدى بلفظ غير مطابق لمقتضى الحال فلا يكون بليغا .
    الثاني : تمييز الكلام الفصيح من غيره حتى نضمن سلامة العبارة من الخطأ والتعقيد ، فمت الحاجة إلى علمين لتحقق سلامة اللفظ من ناحية ، ولملائمته لمقتضى الحال من ناحية أخرى ، الأول علم البين والثاني علم المعاني : وقد يسمان بعلم البلاغة لذلك ، ولما كان علم البديع يعرف به وجوه تحسين الكلام جعل تابعا لهذين العلمين فصارت مباحث البلاغة منحصر في هذه الثلاثة : المعاني والبيان والبديع .
    أما هذا التعريف فلا اعتراض لنا عليه في جملته ، إذ كانت البلاغة في أصح وأحدث معانيها لا تخرج عم أورده هؤلاء الأقدمون من الناحية النظرية الإجمالية ، يقول الأستاذGenung : (( البلاغة فن تطبيق الكلام المناسب للموضوع وللحالة على حاجه القارئ أو السامع )) .


    العلاقة بين البلاغة وعلم النفس :
    علم النفس ينفعنا هنا ، ويعاون مع الند الأدبي والبلاغة في تفسير مطابقة الكلام لمقتضى الحال ، وفي بيان موضوع دراسة البلاغة بيانا مفصلا منظما ، فكيف نوضح ذلك :
    1- هناك أولا قوة الإدراك : تلك القوة التي بها يعرف الإنسان ويكر ويعل ويستنبط ، وهذه القوة تحتاج في ثقافتها والتأثير فيها إلى الحقائق الصحيحة المعقولة بالبراهين الصادقة ومعنى المطابقة بالنسبة لهذه القوة تمكين القراء والسامعين من إدراك المعاني وفهمها والإقناع بها وه القوة التي تغلب على الرجال العلم ، والفلسفة والسياسة ، ويشتد سلطانها أيام الاستقرار وفي البيات الخصة الغنية . وأما الكلام الذي يلائم هذه القوة فهو النثر العلمي أو الأدب بالمعنى العام ، كالتاريخ والنقد والعلوم والفلسفة : من كل ما يزود بالحقائق الحيوية النافعة .
    2- قوة الانفعال (العاطفة) : وبها يشعر الإنسان ويتخيل ، وهي الظاهرة التي تتحكم كثيرا في حياة العشاق والفنيين زالنساء وتوقظها البيئات الجميلة والمواقف العنيفة ، والحوادث القوية وأيام الثورات ، والكلام الذي يتجه إلى العاطفة يجب ألا يقف عند إفهام الحقائق ، بل لا بد من إيقاظ الشعور وبعث الخيال وذلك هو الشعر والنثر الأدب الممتاز ، كالقطع الوصفية ، والرسائل الشاكية أو الغزلية والقصص القيمة ، والروايات المؤثرة ، مما يسود فيه عنصر العاطفة .
    3- قوة الإرادة : وهي القوة العملية التي يعتمد عليها الإنسان في تنفيذ ما يعتقد ، وفي الاتصال العملي بالحياة والكلام الذي يلائم هذه القوة يجب أن يجمع بين أمرين : الإفهام والتأثير ، عن طريقي الإدراك والوجدان ، وبذلك يدفع الإنسان إلى العمل ويؤثر في سلوكه وأخلاقه ، وهي كما تعلم موهبة الجند والقواد ، ورجال المغامرات ، وذوي المذاهب والآراء الحديثة ، وأكثر ما تلزم أيام المحن والانقلاب ، والخطابة هي الفن الكلامي الذي يعد أنسب الفنون لقوة الإرادة ، ولذلك تعد فنا عمليا ، وهي تجمع بين قوتى الإقناع والتأثير للذين يدفعان الإرادة إلى العمل الحاسم .
    وهنا نرى أن معنى المطابقة البلاغية قد اتبع فتناول مظاهر النفس الإنسانية ومواهبها المختلفة ، كما اشتمل على الفنون الأدبية جميعا ، ولاحظ فوق ذلك الزمان ، والمكان ، والنوع الذي نتحدث إليه ، وإذا تقدما ذنا قليلا فلاحظنا الفرد ومواهبه الخاصة ، والأساليب وعناصرها التفصيلية ، وأنواعها المتعددة تراى لنا هذا المدى الواسع الذي تنبسط فيه الناحة التطبيقية لفن البلاغة، وأدركنا إدراكا صحيحا ، ما قيل إن المتكلم مع المخاطب كالطبيب مع المريض يجب أن يفحصه فحصا دقيقا وأن يفرض له من الدواء - أو الكلام - ما يلائمه وإلا أضر به ، ونقول إن البليغ مع المخاطبين كالقائد أمام الحصن يجب أن يهاجمه من حيث ينتظر الظفر ، والسلاح الذي به يفوز .
    وإتماما لهذه المسألة نقول : من المقر الثابت في علم النفس أن هذه القوى المعنوية ليست منفصلة إحداها عن الباقي في الطبيعة النفسية ، بل هي خاضعة لنظرية الوحدة الروحية ، فهي مظاهر تتوارد على نفس الإنسان حسب الدواعي والمؤثرات ، فالإنسان مرة مفكر بنفسه ، وأخرى منفعل بها ، والثالثة مريد معتزم والنفس هي هي ، إلا أنها تلبس لكل حال ثوبا يناسبها ، وهي مع ذلك متواصلة متعاونة ، الفكر يش أزر العاطفة ، وهي توقظه ، وهما يبعثان الإرادة ، ويند أن توجد فكرة لا تثير عاطفة ولا تحرك إرادة .
    البلاغة تعتمد على النحو والمنطق ، وتمتاز بالجمال الفني أو المطابقة :
    إن كلا من النحو والمنطق علم مستقل لا يدخل في صميم اللاغة ولاكنه يمهد لها ، ويسبقها إلى تحقيق الصحة في العبارة والفكرة ، وبعد ذلك تتقدم البلاغة لتوفير المناسبة أو المطابقة التي هي وظيفة الفن البلاغي الأصيل .


    البلاغة بين العلم والفن :
    الفرق بين العلم والفن ، حينما يدرس الطالب قواعد البلاغة مسائلها دراسة نظرية منظمة ، يقال أنه يدرس علم البلاغة ، كما يدرس مواضع الفصل و الوصل ، وقوانين التشبيه والمجاز ، وأصول الخطابة والرواية والوصف ، فإذا ما يطبق هذه القواعد تطبيقا عمليا بإنشاء الكلام البليغ ، قيل : أنه يعالج فن البلاغة ، كأن يرتجل الخطابة ، أو يكتب القصة ، ويبدع الوصف : فالعلم هو المعارف الإنسانية في أسلوب منسق ، والفن هو هذه المعارف في شكل عملي تطبيقي ، والفن نوعن : نافع كالصناعات التي يكون عمل الجسم فيها أظهر من عمل الذوق ، وفن جميل وفيه يكون أثر الذوق ، ومظهره أشد من أثر الجسم كالموسيقى والأدب والرسم والتصوير ، فهذه كلها لغات حسية جميلة تعبر عن عاطفة الإنسان وشخصيته الفنية تعبيرا جميلا بوسائلها المختلفة ، كألحان الموسيقى ، وعبارات الأدب ، وألوان الرسم ، وأدوات التصوير ، وهو عمل الصور - أي التماثيل
    ================================
    موقع الآعلام التربوى
    ei4eg.yoo7.com
    علم البلاغة 66001229



    على فتحى
    على فتحى
    نائب المدير العام
    نائب المدير العام


    تاريخ الميلاد : 24/07/1984
    النوع : ذكر

    علم البلاغة Takrim
    العمر : 39
    عدد المساهمات : 2769

    الاسد

    حصرى رد: علم البلاغة

    مُساهمة من طرف على فتحى السبت أكتوبر 02, 2010 12:41 am


    علم البلاغة I346017713627586
    علم البلاغة 2236611269702456
    مشكور جدا علم البلاغة 579156
    على الموضوع الرائع والمتميز
    نتمنى منكم الابداع والتواصل دائما

    علم البلاغة Domain1d762bc30c
    علم البلاغة 500image







      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 6:44 pm