أسماك الخليج في كتب اللغة والأدب
تحدث الجغرافيون العرب عن الخليج العربي وبينوا اهميته الاستراتيجية كممر مائي، تجاري مهم يربط الكثير من البلدان العربية مع السواحل الفارسية والهندية والافريقية.
ومما قالوا عنه انه 'بحر مبارك مأمون كثير الخير لم يزل مركوبا وموجه واضطرابه اقل من سائر البحار' وهو شعبة من بحر الهند، وان كان متصلا به، فهو مخالف له في الهيج والسكون وفيه من الماء سبعون الى ثمانين باعا وفيه مغاص اللؤلؤ الصافي والدر الثمين وفيه معادن العقيق والذهب والفضة والحديد، ومده وجزره مع طلوع القمر وطوله اربعمائة فرسخ وعرضه مائة وثمانون فرسخا وهو مثلث الشكل. اما ثروته السمكية فتزخر مياهه بانواع كثيرة من مختلف الاسماك، وتمتاز بمذاقها الجيد وتحظى باقبال كبيرة وهناك حوالي 120 نوعا من الاسماك المتنوعة في المياه الكويتية.
الباحث خالد سالم محمد يتطرق الى اسماك الخليج بشكل عام في كتب اللغة والادب عند العرب واطيبها واماكن تواجدها وطريقة طهيها واجودها.
في البداية قال: في بحثي هذا حاولت جمع ما توصلت اليه من اسماء بعض الاسماك التي وردت في كتب اللغة والادب وقديما وحديثا والتي ما زالت تحمل الاسماء والصفات نفسها منذ العصر الجاهلي وحتى اليوم.. وآمل ان اكون قد اسديت بعملي القاصر هذا خدمة متواضعة للمكتبة العربية والخليجية وقال: معروف ان اسماك الخليج العربي وبخاصة اسماك المنطقة الشمالية منه من اطيب الاسماك واجودها واغلاها سعرا، وذلك يعود الى نوعية الغذاء الذي يتناوله وطبيعة المياه التي يعيش فيها، فهو يتغذى على الطحالب والنباتات القاعية المتشبعة بالطمي التي تحملها مياه شط العرب التي تصب في الخليج العربي عند المنطقة القريبة منه والتي تعرف بخور عبدالله، فالطمي الذي تجرفه تلك المياه الى هذه المنطقة له تأثير كبير في وفرة الاسماك وجودتها على مدار السنة منذ القدم، خاصة سمك الزبيدي والصبور وغيرهما.
وقد تدخل بعض الانواع من هذه الاسماك الى شط العرب مثل سمك الصبور واليواف، في اوقات محددة من السنة.
الجاحظ يتحدث عن هذه الظاهرة
تحدث عن هذه الظاهرة أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ (150 - 255ه) منذ القرن الثالث الهجري قال: وهذا بحر البصرة والابلة - يقصد شط العرب - يأتيهم ثلاثة أشهر معلومة من السنة السمك الأسبور (الصبور) فيعرفون وقت مجيئه، وينتظرونه، ويعرفون وقت انقطاعه ومجيء غيره، فلا يمكث بهم الحال إلا قليلا حتى يقبل السمك من ذلك البحر في ذلك الأوان، فلا يزالون في صيده ثلاثة أشهر معلومة من السنة، وذلك في كل سنة مرتين لكل جنس. ويتحدث عن المواسم التي يكون فيها سمك الصبور واليواف سمينا ومرغوبا.
فيقول: 'ومعلوم عندهم أن يكون في أحد الزمانين أسمن وهو الجواف (سمك اليواف)، ثم يأتيهم الأسبور الذي يقطع إليهم من بلاد الزنج، وذلك معروف عند البحريين'.
ويضيف: وإن الأسبور في الوقت الذي يقطع إلى دجلة البصرة لا يوجد في الزنج، وفي الوقت الذي يوجد في الزنج لا يوجد في دجلة البصرة، وربما اصطادوا منه شيئا في الطريق في وقت قطعه المعروف وفي قت رجوعه. ومع ذلك أصناف من السمك كالإربيان (الروبيان) والكوسج (القرش) والسلحلفاة المائية وكل ذلك معروف الزمان متوقع المخرج.
أطيبها - أماكن تواجدها -
طريقة طهيها
ذكرت كتب التراث العربي أنواع الأسماك وأسماءها وأطيبها، كما ذكرت طبيعة الأماكن البحرية التي تتواجد فيها أطيب الأسماك سواء البحرية أو النهرية.
جاء في القانون لابن سينا: والسمك البحري محمود لطيف، وأفضل أصنافه الذي لا يكون إلا في البحر واللجة، الذي يأوي ماء مكشوفا، فالذي ترفرف عليه الرياح أجود من الذي بخلافه، والذي يأوي ماء كثير الاضطراب والتموج أجود لأنه أشد حاجة إلى الارتياض من الذي يأوي الراكد، وأجوده الذي يأوي إلى الأماكن الصخرية ثم الرملية.
كما تحدث عن غذاء السمك الجيد بقوله: والسمك الذي يتغدى جيد الحشائش وأصول النبات، خير من الذي يتغذى الأقذار التي تطرح من المدينة.
وأعطى رأيا في السمك الطيب فقال: وأفضله ما ليس بكبير جدا، ولا صلب اللحم ولا يابسه ولا دسومة فيه ولا شحمية ولا حريفة، الذي لا يسرع إليه النتن إذا فصل عن الماء، ويختار من السمك الصلب اللحم ما هو أصغر، وأضاف: وما صلب لحمه مملوحا خير منه طريا.
وأجود ما في السمكة ما قرب من مؤخرها.
السمك المملح وطريقة عمله
تحدث الملك المظفر يوسف بن رسول التركماني المتوفى عام 694ه، في كتابه المعتمد في الادوية المفردة. عن السمك المملح واجوده فقال: اجوده ما كان طريا قريب العهد بالتمليح، وما صلب لحمه، والسمك المملح ينبغي ان يسقى بالخل ومعه السذاب والكرفس، ثم يشرح ويوضع عليه الخل والملح والتوابل.
طريقة تحضيرهم للسمك
اكثر الطرق التي كان يستعملها العرب لتحضير السمك: الشي 'الشواء' وهي اسهل واحسن الطرق واخفها على المعدة حسب رأي ابن البيطار حيث يقول: والمكبب من السمك على الجمر اخف على المعدة من المقلي في الدهون، ولا سيما الصغار منه. وما طاب لحمه وغلظ من السمك اكل بالصباغات 'التوابل'، والاشياء الملطفة.
ويستدرك قائلا عن السمك المقلي: اذا ما لوث بالدقيق وقلي بالدهن فهو جيد.
رأي ابن سينا
اما ابن سينا فيقول: افضل ما يؤكل، السمك المشوي على الطابق، اما المقلي فيصلح لاصحاب المعد القوية، ويضيف: والمشوي اغذى وابطأ نزولا، اما المطبوخ فأفضل ان يغلى الماء ثم يلقى فيه.
داود الأنطاكي
أما داود الانطاكي فلا يختلف رأيه في تفضيل السمك المشوي عمن سبقه، حيث يقول: يفضل اكل السمك طريا مشويا بالخل والثوم والخردل والمصطكى.
================================
موقع الآعلام التربوى
ei4eg.yoo7.com
الثلاثاء مارس 12, 2019 11:00 am من طرف مراد
» مواد بناء وتشطيب من مصانع الصين لبيتك 008615011961687
الإثنين أغسطس 22, 2016 2:27 pm من طرف دليل الصين
» مواد بناء وتشطيب من مصانع الصين لبيتك 008615011961687
الإثنين أغسطس 22, 2016 2:26 pm من طرف دليل الصين
» أنواع الصحف الحائطية
السبت ديسمبر 12, 2015 9:47 pm من طرف على فتحى
» كيفية عمل صحيفة الحائط
السبت ديسمبر 12, 2015 9:44 pm من طرف على فتحى
» أنواع الصحف المدرسية
السبت ديسمبر 12, 2015 9:41 pm من طرف على فتحى
» كيفية إعداد صحيفة حائط متميزة
السبت ديسمبر 12, 2015 9:29 pm من طرف على فتحى
» نموذج اختبار كادر المعلم ( اعلام تربوى )
السبت ديسمبر 12, 2015 9:21 pm من طرف على فتحى
» الإعلام التربوي
السبت ديسمبر 12, 2015 9:18 pm من طرف على فتحى