عبدالله السندريلا | |||
بقلم - سميرة الخروصية يـُقال دائما بأن الطيبين نموذج بشري نادر, وهؤلاء عادة يأتون كالضيوف إلى هذا العالم- إن صح أن يقال- و"عبدالله" كان نموذجا لذلك, وأرى أنه اسم على مسمى, رحيله كان خجولا, فكيف أن الزمان يخطف الطيبين فقط, رحل تاركا شباكه مشرعا لشمس من الذكريات, لم يدع الحزن ذاك الفقير, لم يدع اليتم, وقد كانت له أم على بعد ميلين لم تلد له سوى الأحزان, لم يسئ لأحد, لكن أساءت إليه الحياة فقط. لقد كان يكنس فناء الدار, ويغسل آنيته, ويروي عطش النباتات طفلا, وكانت عمته من تأمره رغم زحمة منزلها بالنساء -أهي قصة سندريلا- بملامح ذكر وليست من خيال الرواة؟! إنه سر أورق بعد رحيل ٍفقط, فعمته تلك هي من أحبته رجلا حد الجنون لبره وحبه لها, فقد أصبح بالنسبة لها زهوة القلب والابن الذي لم تلده, فيال حزنها إذن, فلعبدالله الذي عذبت فؤاده يوما طيف ملائكة, وفي شفاهها موال حزن, وحين رحل, كان حاضنا مصحفه في موت مفاجئ. عشرون ربما مرت لكنه ظل في الذاكرة, في ذاكرتها و في ذاكرة الجميع, وهذه الحياة حكايا, تنبت من كل قصة ياسمينه, فكيف للناس أن لا يقولوا إذن: "الطيبون لا يبقون طويلا". عموما الإشارة هنا هي ربما أشبه بمقارنة, إنها المفارقة التي نراها وسط صور الحياة, فالناس كالشجر, هناك شجرة طيبة أصلها ثابت, وفرعها ينبت في سماء من النبل والصفاء, وأخرى لا تنبت سوى صبار في أرض بور و خراب!!. احترت وأنا أقارن بين قصة هذا الابن البار لغير والدته رغم معاناته معها, وبين أبناء مارسوا في قصصهم الموت البارد في حق أمهاتهم "الوالدات" وهي قصص تأتينا كالخرافة رغم أنها صور من واقع الحياة, تسردها ألسن شهود, وحين نقرأ ونسمع الأسباب, فإننا لا نجد ما يستحق حتى أن يسمى سببا, هو سلوك إجرامي أشبه بهاوية إنسانية, فقتل نفس بشرية قد يأتي تحت تأثير نفسي لا نفهمه, لكن الكيمياء التي زرعت في جيناتنا إجلالا وحبا وربما تقديسا لهؤلاء تجعلنا لا نؤمن أو نصدق بأن هناك ما يمكنه تجاوز تأثيرها بأي شكل من الأشكال –إنها فطرة بشرية- لكن خرق الطبيعة في عالمنا المريض اليوم سمة الواقع, يرتفع بمستوى ارتفاع البحار والمحيطات, فكيف لابن أن يقتل أمه لأنها رفضت إعطاءه بعض المال, وابنة تقتل والدتها لأنها لم تسمح لها بالطلوع ليلا, وابن يشرح أمه -وأقول أعوذ بالله- لأنها نصحته فقط أن يترك الكحول وإلا... إلى آخره من الحكايا والروايات التي تمطرنا بها وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة, والغريب أن معظم أسباب هذه الجرائم هي أم تحرص ابن من الوقوع في هاوية!!. ختاما: عندما نصبح أمهات ونرى كم نحن نحب أطفالنا, وكم أنهم قد استحوذوا على وجداننا حتى النخاع, لا يسكننا سوى تفاؤل بأن هذه البراعم الصغيرة لن تنبت بعد هذه الحصيلة من المجهود التربوي المزروع بالخلق والمحبة والإيمان سوى ورد عطر, لكن يبقى هاجس الحياة يسكننا فهل يمكن لهذه البراءة أن تتحول ذات يوم إلى بربرية ؟؟؟!. |
عبدالله السندريلا
الصحفى- كاتب موهوب
- عدد المساهمات : 343
- مساهمة رقم 1
الثلاثاء مارس 12, 2019 11:00 am من طرف مراد
» مواد بناء وتشطيب من مصانع الصين لبيتك 008615011961687
الإثنين أغسطس 22, 2016 2:27 pm من طرف دليل الصين
» مواد بناء وتشطيب من مصانع الصين لبيتك 008615011961687
الإثنين أغسطس 22, 2016 2:26 pm من طرف دليل الصين
» أنواع الصحف الحائطية
السبت ديسمبر 12, 2015 9:47 pm من طرف على فتحى
» كيفية عمل صحيفة الحائط
السبت ديسمبر 12, 2015 9:44 pm من طرف على فتحى
» أنواع الصحف المدرسية
السبت ديسمبر 12, 2015 9:41 pm من طرف على فتحى
» كيفية إعداد صحيفة حائط متميزة
السبت ديسمبر 12, 2015 9:29 pm من طرف على فتحى
» نموذج اختبار كادر المعلم ( اعلام تربوى )
السبت ديسمبر 12, 2015 9:21 pm من طرف على فتحى
» الإعلام التربوي
السبت ديسمبر 12, 2015 9:18 pm من طرف على فتحى